مرحلة "اللاعودة" بين التارغاريان - الفريقين الأسود والأخضر - قد بدأت بالفعل ! الحلقة الأولي | الموسم الثاني | مسلسل House of the Dragons

 





العاصفة وما بعدها !



الوقت يعتبر نسبيًا في عالم Westeros وعلي الرغم من عدم تحديد عدد أيام محدد ، فمن الممكن القول أو الإفتراض أنه كانت هناك بضعه أسابيع بعد أن قتل "إيموند" الفتي "لوسيرس". لكن "راينيرا تحتاج إلي دليل مادي علي موت إبنها لكن العثور علي هكذا نوع من الأدلة قد يستغرق الكثير من الوقت. حتي مع عدم وجود رواية محددة. ما وجدته "راينيرا" في النهاية كان قطعة من القماش بجانب الشاطئ المُحيط ب Storm's End وجزء من جناح التنين Arrax ... والمشاعر مُتدفقة بما يكفي . لذلك يبدو أنها قد وجدت ضالتها وتحررت بعد أن كانت محاصرة في الماء. الأن تستطيع أن تتنفس. الأن يمكنها أن تلهث بحثاً عن الهواء. 


عندما تعود "راينيرا" إلي Dragonstone يتحول تفكيرها تماماً إلي تفكير إنتقامي دموي بالكامل. لكن بشكل محدد. لأنها أرادت رأس "إيموند" فقط. ومبدأ العين بالعين والسن وبالسن. هي محددة بشدة تجاه نيتها. لا تريد لإننتقامها أن ينفتح علي الجميع أبواب الجحيم. لكن ما سيحدث سيوك عكس تخطيطها فهو أبشع من ما كانت هي تنزي فعله كأم ملكومة بطفلها الميت تماماً. وبالنظر إلي مدي عزم "ديمون" علي الرد في هذه المرحلة المبكرة من هذه المعركة المختنقة بين الفريقين. يجعلك تتيقن وتتخيل ماذا سيحدث إن حصل علي فرصة ولو ضئيلة النجاح. سيكون الأمر وحشياً وبربرياً لدرجة بشعة. 


جملة "لقد قتلوا الصبي - جيهيريس- " يجب أن تكون جنبًا إلي جنب مع تلك اللحظات التي لا تنسي من الزفاف الأحمر في Game of thrones ... تسلسل الأحداث في العشر دقائق الأخيرة من الحلقة يجعل الأعصاب حائرة ! كيف ؟ أين ؟ هل يعقل ! 



عيون "هيلينا" تقول كل شئ.



حتي أن إختيار الإضاءة نفسها لتكون معظمها بالضوء الطبيعي للمكان والإعتماد الشبه كلي علي المشاعل يجعل الأجواء وكأن الجحيم يُخلق بهدوء. يجعل كل الأضواء مُسلطة علي أمور محدودة ومهمة. نحن نعلم بأن مأساة موت "لوسيريس" كانت حادثة ضخمة بكل المقاييس. ولو أن من في "ويستروس" لا يعرفون هذا ولا يعرفون الحقيقة كاملة. لكن إغتيال الطفل الأمير "جيهيريس" هو بمثابة نقطة اللاعودة. هنا والأن إنتهي كل شئ وبدأت تُفتح أبواب الجحيم علي مصراعيها. لا عودة بعد هذا الحدث. أن تغتال الوريث الشرعي فهذا ما لا يُحتمل ولا يمكن التفكير بشئ تجاهه سوي بالدم والنار. ما فعله "جبنة" والأخر "دم" هذا ما لا يمكن أن تنطق به "راينيرا" حتي. 



لكن الأفجع هنا هو ما حدث من منظور "هيلينا". تلك الحالمة المهووسة بالنبوؤات. تُخبرنا قبلها بأنها خائفة لكن من الفئران. لا أحد يفهم سواها. تلك الأحلام الغريبة التي تأتيها. ذلك الرعب في عيونها يقول كل شئ وكأنها كانت تعرف. لكنها لم تصدق نفسها حتي. لم ترد أن تصدق. كيف لها أن تصدق. نحن أنفسنا لم نصدق ذلك. قاموا بتهديدها وأجبروها على الإشارة إلى أي من توأميها الرضيعين هو ابنها - ووريث العرش الحديدي - جايهيريس. بعد بعض الجدل حول ما إذا كانت "هيلينا" تخدعهم ، يقوم أحد الإثنين بقطع رأس "جايهيريس" في سريره ، بينما تهرب الملكة المذهولة مع ابنتها "جايهايرا" ... تجري وهي مفجوعة !


يبدو المشهد مختلفًا بعض الشيء عن ما حدث بالفعل في الكتاب -الدم والنار - لكن التأثير لا يزال كما هو بصراحة : عبارة عن رعب مدقع. مثل ما حدث مع الأمير "لوسيريس" فخسارة "جاهيريس" هي خسارة شخص بريء وقع في تبادل لإطلاق النار بين الفريق الأخضر والأسود. والأسوأ من كل ذلك هي الطريقة التي أجبر بها "دم و جبن" الملكة هيلينا - بريئة أخرى في هذه الحرب - على المشاركة والشهادة في مقتل طفلتها. لكن إحدى التفاصيل الأكثر إثارة للرعب بالنسبة لي في هذا الموقف هي حقيقة أن "هيلينا" كانت تعلم أن كل هذا قادم.


كلنا نعلم أن الملكة "هيلينا" حالمة ، هي بمثابة العضو الحالم في عائلة التارغاريان التي عيش أحلامًا نبوية . في الموسم الأول، تنبأت أن إيموند سيفقد عينه، وأن "راينيس" وتنينها "ميليس" سوف يهربان من تحت حجرة التنين. ومع ذلك، لا أحد يعيرها أي اهتمام، ويقللون من قدر تنبؤاتها و أنها مجرد هراء لا معنى له. وهذا ما حدث مرة أخري عندما أخبرت زوجها / شقيقها "إيجون الثاني" بأنها خائفة. فيعتقد أنها تتحدث عن تهديد الفريق الأسود والأمير المارق "ديمون" وتنانينهم العديدة !


لكن هيلينا سارعت إلى التوضيح: "ليس التنانين، بل الفئران".


وها هي هيلينا كانت على حق مرة أخرى. جاءت الفئران من أجلها، حيث عثر عليها صائد الفئران "جبنة" أولاً ووضع سكينًا على رقبتها. بالإضافة إلى ذلك، وكذلك عندما تسلل "جبنة و "دم" مثل الفئران عبر الأنفاق السرية.كما نري الفئران بشكل شبه متقطع في الحلقة وكأننا نتجهز لنري نبؤة "هيلينا" تتحقق. كذلك نري صائدي الفئران وهم يتجولون بين غرف القلعة. 


الغالبية كانوا يظنون أن مقصدها بالفئران أي الخونة وأن هناك خيانة ستحدث لا أنكر أنني فسرتها هكذا. لكن الأهم أن كل هذه الإشارات ساهمت في زيادة التوتر وفي جعل الأجواء مشدودة تماماً. فتخيل شعور "هيلينا" وهي تري إغتيال إبنها ومن ثم تعيشه كواقع حقيقي يحدث أمامها وتشارك فيه أيضاً. هذه هي المأساوية بعينها. ربما لو كان إهتم أحد بتلك الأحلام التي تراها "هيلينا" كنا سنجتنب الكثير والكثير من الدماء والنيران.


باتباع هذا الخيط السردي الذي أتكلم عنه فيما سبق، يمكننا أن نفترض أن "هيلينا" تعرف أيضًا ما ستفعله الحرب بعائلتها والتنانين. هي نفسها أدركت أنها لا تستطيع إيقاف عجلة القدر من الدوران، فأخذت الطفل الذي يمكنها إنقاذه من القتلة وغادرت، بينما تُجز رقبة طفلها الآخر.


يرسل "ديمون" الجزار "دم" وصائد الفئران "جبنة" في مهمة إغتيال واضحة "ابن مقابل ابن" لا أهداف أخري لهده المهمة. لكن ما زاد الواضع توتراً في الموقف نفسه. أن الطفلين يشبهان بعضهما تماماً. ما جعل الأمر والوضع يتأزم بشكل مرعب. ليتم إجبار "هيلينا" علي الإشارة للطفل الوريث للعرش الذي ستنحر رقبته.


الطفلة "جيهيرا" ليست في خطر أبدًا حيث يطلب القتلة من "هيلينا" الاختيار بين "جيهيريس" وابنها الآخر "مايلور" ، الذي لا يظهر في المسلسل ! و بعد أن اختارت "هيلينا" إبنها "مايلور" ليموت، يقتل "دم و جبن" الأمير "جايهيريس" ويغادران على أي حال. 


هناك سؤال من الواجب أن نسأله : هل ستجلس "جاهيرا تارغاريان" على العرش الحديدي؟ في الكتب هي لن تجلس. لكنها ستصبح الملكة والزوجة الألي للملك "إيجون الثالث" أحد أبناء "ريهينيرا" و الأمير المارق "ديمون" كجزء من عملية السلام بين الفريقين. ومع ذلك، فإن حياة "جاهيرا" ليست سعيدة ولا تعيش لفترة طويلة في الكتب، كذلك ستعاني هي وزوجها من صدمة شديدة بسبب الحرب. بعد عامين من زفافهما، ويُزعم أن "جاهيرا" ماتت منتحرة بعد أن قفزت من نافذتها بنفس طريقة موت والدتها. 


كان من الممكن أن تشير "هيلينا" إلى "جاهيرا" في محاولة لإنقاذ "جاهيريس " فقد تعرفت على ابنها بشكل صحيح قبل أن يُقتل بوحشية. لكن يحدث هذا "الاختيار" بشكل مختلف تمامًا في الكتاب ! لأن "هيلينا إختارت الإبن الأصغر "مايلور" لأنه لن يفهم ماذا يحدث. لكن غياب الطفل الثالث في المسلسل يخلق هذا الإختيار المرعب.


يمكن القول بأن قرار "هيلينا" تستند فيها علي مخاوفها على مستقبل "جايهيريس" وفساده الأخلاقي الحتمي باعتباره وريث العرش الحديدي.


لأنه في وقت سابق من الحلقة :


"إيجون" طلب من "جايهيريس" أن يبدأ في تدريبه ..

فردت عليه هيلينا: " ماذا لو كان لا يريد أن يصبح ملكًا؟




أختم بكلام مخرج المسلسل عن هذه الحلقة : "على الرغم من أننا لا نعرف بالضبط ما قاله "ديمون" إلا أن هناك إحتمال أنه اقترح قتل أحد الأطفال. "أعني أن الرجل، كما تعلمون، شخصية رائعة، لكنه قادر على ارتكاب أعمال وحشية عظيمة". 


"نحن لا نثق به حقًا ولا نعرف مكانه أو موقفه من كل هذا."

 




تعليقات